نساء في تاريخ الراديو
بمناسبة اليوم العالمي للراديو 13 فبراير
" فقط
لأن اختراع التلغراف اللاسلكي أتى على يد رجل و هو ماركوني , فان هذا لا
يعني و لو للحظة ان الجنس اللطيف لا يستطعن امتهانه التمكن منه, و تحقيق
العديد من الانجازات في هذا المجال " مقولة
قد لا يعرف
أغلبنا دور المرأة الهام و منذ البداية في البث الراديوي و ذلك لأن أغلب
الكتب و المراجع تركز فقط على تأريخ التطور التكنولوجي و تطور الاتصالات
آنذاك و على المخترعين و رجال الأعمال – و الذي كان معظمهم من الرجال – و
بسبب اتباع هذا النهج في التأريخ كان من الصعب اظهار أهمية دور المرأة في
البث الراديوي المبكر . و سواء كنت من المؤيدين لمشاركة المرأة في هذا
المجال أو لا فهي حقيقة لا يمكن انكارها , خاصة و ان النساء اللواتي امتهن
وظائف غير تقليدية بدايات القرن العشرين واجهن العديد من التحديات من قبل
المجتمع و الاهل و الزملاء , و هي تحديات اكثر بكثير مما تواجهه المرأة في
الوقت الحالي , وقتها لم تكن قوانين المساواة كما هي في وقتنا الحاضر و لم
تكن هناك مساواة في الأجر او طبيعة العمل . ورغم كل هذا إلا ان هؤلاء
النسوة أبين إلا التميز و خوض هذا المجال ,و من هنا فانه من غير العادل ان
يتم اهمال انجازاتهن الرائعة في مجال البث الراديوي , لذلك اسمحوا الي ان
اقدم لكم بعض النساء الرائدات في مجال الراديو :
عملت النساء كمشغلات تلغراف منذ اواخر 1840
و لم يمض وقت طويل حتى بدأت النساء في العمل كمشغلات لمحطات اللاسلكي, في
عام 1906بدأت آنا نيفينز العمل كمشغلة تلغراف في ويسترن يونيون , بعدها
توجهت للعمل كمشغلة لاسلكية لمحطة لي دي فورست "NY" في مدينة نيويورك, و في وقت لاحق عملت كمشغلة محطة لاسلكية في فندق والدورف استوريا في مدينة نيويورك.
في عام 1898
ولدت يونيس راندل و تربت في مزرعة في ماتابويسيت ,كانت الخيارات المهنية
قليلة آنذاك و لذلك قررت يونيس متابعة حلمها و دراسة الفنون في مدرسة
للفنون في بوسطن , و بسبب النقص في المال بدأت يونيس في البحث عن عمل ووجدت
ان مصنع AMRAD بحاجة الى عمال خاصة و ان العديد من الرجال
كانوا في الميدان في الحرب العالمية الاولى , مهارات يونيس في رسم المخططات
ابقتها على رأس عملها في الشركة حتى بعد انتهاء الحرب . عملت يونيس راندال
في AMRAD و هي شركة متخصصة في صنع محطات الاستقبال لهواة الراديو , بدأت يونيس عملها كمهندسة في رسم المخططات . قامت شركة AMRAD بتشغيل محطة اذاعية عرفت ب 1XE ( و التي اشتهرت بعد ذلك ب WGI ) و كانت من اولى المحطات في الولايات المتحدة , عمل العديد من موظفو AMRAD
في البث الاذاعي وقتها و لم يقتصر دورهم على البث الاذاعي فقط فكانوا
يقومون بتشغيل تسجيلات الفونوغراف و تقديم المؤديين و قراءة الأخبار و
الترفيه في بعض الأحيان , من حسن حظ يونيس انها كانت منشدة ذات خبرة فكانت
أول امرأة تذيع في ولاية ماساشوستس ,و بالإضافة لعملها في البث الاذاعي
,كانت يونيس تقرأ قصص ما قبل النوم للأطفال من المسمعين مرتين اسبوعيا و
عرفت بسيدة القصص . رغم حبها للجانب الاذاعي لم تنسى ايضا ان تقوم بتطوير
مهاراتها و خبرتها التقنية فكانت تقوم بإصلاح أي من الاجهزة في حالة
تعطلها . و خلافا لما كان يقال عن ان
المستمعين لا يفضلون الجنس اللطيف على الاذاعة , كانت ليونيس شعبية كبيرة
خلال الخمس سنوات من عملها في المحطة .
عندما اعلنت شركة AMRAD
افلاسها عادت يونيس لعملها في رسم المخططات في شركة نيو إنجلاند للطاقة, و
لكن حبها للبث الاذاعي و خاصة هواية الراديو كان في ازدياد , و بعد فترة
من الزمن حصلت على النداء W1MPP و أصبح لها محطتها الخاصة ,
أسست يونيس شبكة هواة الراديو للمكفوفين , كما و عرفت بإرشادها للعديد من
هواة الراديو الشباب . في عام 1948، تزوجت من كين تومسون، والذي كانت قد
عملت معه في وقت سابق في AMRAD توفيت يونيس في مارس 1982،
عن عمر يناهز ال84 ." كانت يونيس مصدر الهام للعديد من الشابات في بدايات
1920 ممن تمنو ان يصبحوا مثلها في يوم ما " .
كاثلين باركين
من سان
رافائيل، كاليفورنيا و التي لم تتجاوز الخمسة عشر عاما، كانت مشغلة محطة
راديو متمرسة بالإضافة لخبرتها التقنية ، تعد كاثلين واحدة من أصغر السيدات
المتمرسات في مجال الراديو .
في الصورة تظهر كاثلين و هي ترسل بواسطة مفتاح مورس و هي تبدو في غاية الجمال و الاناقة .
حصلت كاثلين على رخصة من الدرجة الأولى لتشغيل محطة راديو من حكومة الولايات المتحدة و كان ندائها 6SO , كانت دائما تسعد للتواصل مع أي من الهواة في محيطها .و في احدى مذكراتها تقول كاثلين :
" تشغيل
المحطات اللاسلكية باعتبارها كمهنة أو كهواية جدير بالاهتمام من قبل
المرأة ، وأعتقد أن دراسة الإبراق اللاسلكي شيء رائع و بسيط بالنسبة
للفتيات و هو مثير للاهتمام ايضا بالمقارنة مع الهاتف و التلغراف العادي ،
أنا ابلغ من العمر خمسة عشر عاما فقط، و مع ذلك تعلمت المورس منذ عدة
سنوات، من خلال الممارسة المستمرة بضع دقائق كل يوم على الجرس,و بعد دراسة بسيطة كان من السهل الحصول على ترخيص من الدرجة الأولى من الحكومة في بلدي . أعتقد
انه ينغي على الأقل على كل شخص معرفة رموز مورس , فربما تكون هي الوسيلة
الوحيدة للمساعدة و الانقاذ في حالات الطوارئ , و لكن متعة اللاسلكي لا
تكمن هنا فقط بل ايضا في التعلم التدريجي لصنع اجهزتك بنفسك كما قمت انا مع
مجموعتي التي تعمل بقدرة 1/4 كيلو وات , هنالك الكثير للتطلع اليه خاصة و
ان تطور الابراق اللاسلكي ما زال في بداياته . "
ميدورا اوليف نويل من دورانجو ، أيوا
من أولى
تطبيقات الإبراق اللاسلكي كان تمكين الاتصال بين السفن في وسط البحر و
المحطات على البر , و رغم ان اغلب مشغلي المحطات اللاسلكية آنذاك كانوا من
الرجال الا ان بعض النساء شاركن ايضا في هذا المجال, المهارات الاساسية
المطلوبة كانت المعرفة برموز مورس و تشغيل المعدات اللازمة , و هي مهارات
كانت لدى العديد من مشغلات التلغراف اللاسلكي . تعد
ميدورا اوليف نويل من اوائل النساء العاملات في تشغيل المحطات اللاسلكية
على متن السفن البحرية , بدأت ميدورا العمل كمشغلة تلغراف في دورانجو ،
أيوا، في عام 1886 في عمر يناهز ال 14 عاما ,عام 1897 انتقلت ميدورا الى
شيكاغو للعمل كمشغلة لاسلكية لشركة التلغراف البريدي. الدخل
المالي لميدورا كونها مشغلة من الدرجة الاولى مكنها من العيش في مستوى
معيشي مرفه ,حيث عرف عنها حبها لقضاء الاجازات في الخارج , كانت ميدورا
تستغل سفرها الدائم للاطلاع على التلغراف و تطبيقاته و ادارة السكك
الحديدية و عملها في بلاد اوروبا في
احدى رحلاتها العائدة من اوروبا عام 1904 وجدت ميدورا نفسها على متن سفينة
كونارد سلافونيا جنبا إلى جنب مع أعضاء لجنة لاهاي للسلام، الذين كانوا في
طريقهم إلى الولايات المتحدة لإقناع الرئيس ثيودور روزفلت بالدعوة لعقد
مؤتمر دولي آخر لمواصلة العمل الذي بدأ في مؤتمر لاهاي عام 1899. اعضاء
الوفد المجري في الرحلة تمنوا ارسال تحية للإمبراطور فرانز جوزيف امبراطور
النمسا و المجر بمناسبة عيد ميلاده بواسطة اللاسلكي , لكن مشغل المحطة على
السفينة لم يتمكن من ارسال الرسالة , و هنا تدخلت نويل والتي كان لها خبرة
كبيرة في هذا المجال و ارسلت الرسالة بنجاح , شكرها المندوبين على
مساعدتها و دعاها سكرتير البرلمان المجري لزيارة المجر في ضيافة الدولة .
جرانيلا باكر من جاكسونفيل بولاية فلوريدا
جرانيلا باكر
من جاكسونفيل بولاية فلوريدا، كانت أول امرأة تم تعيينها رسميا للعمل
كمشغلة لاسلكية على متن السفن , جرانيلا كانت تعمل كمشغلة محطة لاسلكية
للشركة المتحدة التلغراف اللاسلكي على متن الباخرة (موهوك) من نوفمبر 1910
إلى أبريل 1911 , بدأت جرانيلا بممارسة الابراق بواسطة التلغراف لمراسلة
صديقاتها في المدرسة بواسطة رموز مورس , و لأنها كانت تعاني من مشكلة
بالبصر امتهنت جرانيلا الابراق اللاسلكي الذي لم يكن يشكل لها أي ضغط على
بصرها , أصبحت مديرة مكتب التلغراف البريدي في سانفورد، فلوريدا، مباشرة
قبل التعاقد للعمل على متن الباخرة الموهوك كأول مشغلة لاسلكية .
وانتقلت في نهاية المطاف لتصبح عضوا منتخبا في نقابة المحامين في ولاية أوكلاهوما عام 1922.
قوانين
الراديو عام 1912 في الولايات المتحدة تطلبت من مشغلي اللاسلكي الحصول على
ترخيص لأول مرة , أول امرأة تحصل على ترخيص كمشغلة لاسلكي على متن السفت
كانت مابيلا كيلسو و التي اجتازت الامتحان و حصلت على الترخيص في بداية
1912 , كانت مابيلا من مواليد سياتل، واشنطن و كانت تعمل كمختزلة .
بعد اجتياز
امتحان وزارة البحرية الأمريكية، تم تعيينها من قبل الشركة المتحدة تلغراف
اللاسلكي لشغل منصب مشغلة لاسلكي على متن الباخرة SS ماريبوسا،
و التي تبحر ما بين سياتل و ألاسكا , تعيينها في هذا المنصب لاقى بعض
المعارضة من أعضاء الكونجريس المعارضين لشغل المرأة مثل هذه المناصب , الا
انها تلقت دعم المفتش اللاسلكي من ساحل المحيط الهادئ و الذي قال " ليس
هناك أي قانون اعلم به يمنع الآنسة كيلسو من ممارسة عملها " . بحلول عام
1913 تك ترخيص ما يزيد عن 30 مشغلة لاسلكي للعمل على متن السفن .
اسمى الطوبي من الناصرة - فلسطين
من أوائل
الاصوات النسائية التي خرجت عبر الاثير للعالم العربي من اذاعة هنا القدس
في فلسطين عام 1936 , اسمى طوبي الاذاعية والكاتبة والشاعرة ، ولدت اسمى
عام 1905 في مدينة الناصرة وتعلمت بمدارسها ثم في مدارس القدس ومنها الى
الدراسة الاكاديمية في الجامعة الامريكية ببيروت عام 1932. عملت
كأول اعلامية في اذاعة هنا القدس عام 1936 وكان لها برنامج اسبوعي بعنوان
(حديث الى المرأة العربية ) كانت تخاطب فيه المرأة في مجالات شتى تلامس
حياتها وواقعها .. وقد رافقتها في دار الاذاعة عدة مذيعات هن هنريت سكسك
وفاطمة العلمي وربيحة الدجاني وماري عكاوي وغيرهن. تزوجت في مدينة عكا وبقيت بها حتى النكبة ثم نزحت لبيروت . لها العديد من المؤلفات والكتب . توفيت عام 1983 ودفنت في بيروت ..
المذيعة العراقية شميم رسام أول مذيعة باللغة الإنكليزية في اذاعة بغداد عام 1973 . وفي عام 2003 اصبحت أول امرأه تتبوأ منصب مديرة للراديو والتلفزيون في العالم العربي . كان
لديها برنامج عرض في تلفزيون بغداد نهاية السبعينات وأستمر حتى الثمانينات
اسمه زوايا الكاميرا تعرض فيه بعض الظواهر السلبية في المجتمع عن طريق
مشهد تمثيلي لتتم مناقشتها بعد انتهاء العرض .
ان القراءة و
التمعن في قصص لنساء رياديات في شتى المجالات يحفز الشابات على الأخذ
بزمام المبادرة و لعب دور ريادي في مجتمعاتهن , و يعطي الأمل للنساء في
مجتمعاتنا العربية بأن لا مستحيل مع الإصرار و العزيمة
ترجمة و تحرير
م. مي تمراز